فتحت عيني لأرى نور الدنيا لأول مرة، وشهقت شهقتي الاولى فيها،
الدنيا تستقبلني بذراعيها لأبدأ فيها مشواري، مشوار الحياة،
بدأت بصرخات بريئة، صرخات ممتزجة بفرح الأهل، ومستقبل مجهول، مستقبل سنه القدر، رفعت الأقلام وجفت الصحف...
آه منك أيتها الدنيا...!!!
تستقبلينني بصدر رحب، و ما تخفينه لي اكبر وأعظم، أخطو على ظهرك خطوة خطوة، و مع كل خطوة فيك هم وغم،
أهيم على ارضك، و آكل من زرعك، اكبر وتكبر أحلامي معي: الدراسة، الوظيفة، المسكن، الزواج، الأبناء...،
شهوات زائلة تغرينني بها، تزداد امنياتي، ويزداد معها غدر زمانك،
آه منك،
أسير بخطى تابثة لأبني مستقبلي المجهول، لكن ثغراتك تملأ مساري،
أجدُّ وأكدُّ لأبنيه بلبنات من ذهب، فتكسينها سوادا،
آه منك يا أم البلاء، البلاء صفتك، والشهوات عطاؤك، والغدر و القسوة من شيمك
آه منك أيتها الدنيا...!!!
يطول فيك أملي، وتعُدِّين أيامي، هاذم اللذات يحوم من حولي، وتُزينين لي أفعالي...
آه منك،
السفر قصير، والزاد قليل، و آنت لحظة الفراق ...،
أتربتك تجذبني إليها لتغطيني، وأنت زاهدة عني،
فإما لروضة جنان،
وأما لحفرة نيران
:
:
أعاذنا الله وإياكم منها، وتبثنا على الخير ودينه الحنيف،
وصلى الله على سيدنا محمد