طالب الهولندي فرانك ريكارد مدرب المنتخب السعودي لكرة القدم السعوديين بالتخلي عن أحلام "الأقوى والأفضل" والعمل بجهد أكبر خلال المرحلة المقبلة والالتزام بالخطّة الموضوعة من دون تغيير أو تراجع، من أجل العودة مجدّداً إلى ساحة المنافسة.
وقال ريكارد (49 عاماً) في حديث مع صحيفة "الحياة" نشرته اليوم السبت: "هناك نقاط كثيرة في السعودية نحتاج إلى العمل بها من نقطة الصفر".
وأضاف ريكارد الذي يشرف على "الصقور الخضر" منذ 2011: "ظللنا نعيش في أحلام تقول إننا الأقوى والأفضل!، تلك المرحلة التي كنت تظن فيها أنك الأفضل من دون أن تفكّر في المستقبل انتهت، يجب أن تكون الأفضل وتفكّر في المستقبل. لكي تكون الأفضل فعلاً عليك بالتخطيط والعمل والتطوير".
وكشف ريكارد عن تلقيه عروضاً تدريبيةً عدّة مؤكّداً التزامه بعقده مع الاتّحاد السعودي "إلا إذا كان للمسؤولين السعوديين رأي آخر".
وأكد ريكارد عدم وجود فوارق كبيرة بين دول الخليج كروياً مشدداً على أنّ دولاً كثيرةً تقدّمت بشكل ملفت وأكثر ممّا يتصوّر البعض.
وأرجع ريكارد تأخّر الكرة السعودية إلى ضعف العمل في قطاعي الناشئين والشباب، ضارباً المثل بالفارق بين إسبانيا وهولندا التي يوجد فيها أكثر من أربعة آلاف مدرّب، ودوريات للمراحل العمرية في مقابل 50 مدرّباً فقط في السعودية، ومن دون أية بطولة دون 12 عاماً.
وأضاف الهولندي: "في السعودية هناك تعداد سكاني كبير لا يقارن بقطر مثلاً، لكن من ناحية العمل على الفئات العمرية الدنيا تجد أن قطر قامت بعمل كبير وبعناية هائلة، ومن ضمنها مشروع أسباير، وفوق كلّ ذلك هناك أيضاً عملية التجنيس التي تمنحهم قوّةً إضافيةً. هناك أمور كثيرة تحتاج السعودية فيها إلى أن تبدأ من نقطة الصفر".
وطالب المدرّب الهولندي السعوديين بالسير على خطى نادي برشلونة الإسباني، قائلاً: "عندما عملت في برشلونة كان هناك خطّة محدّدة تمّ وضعها والالتزام بالسير عليها بحسناتها وسيئاتها كافة، حتى أنتجت ما أنتجته من مستويات ترونها حالياً. نحن في السعودية يجب أن نضع الخطة التي ينتظر أن نسير عليها، إضافة إلى الهدف الذي يجب أن نبحث عنه ونلتزم به من دون التأثّر بالعوامل الخارجية، ومن الخطأ أن نضع خطة معينة اليوم، ثمّ نقوم غداً بتغييرها والبحث عن خطة بديلة، ومن ثَمّ بعد غدٍ إلى خطة أخرى، بهذا الأسلوب ستراوح مكانك".
واعتبر المدرّب الهولندي نتيجة مباراة إسبانيا والسعودية الودّية (5-صفر) "طبيعيةً"، في ظلّ الفارق الفني الكبير بين المنتخبين، مقلّلاً من الانتقادات الحادة التي طالته لاختيار "الماتادور" لمواجهة ودّية في المرحلة الحالية.
وتعليقاً على نسبة الاستحواذ في المباراة، التي بلغت 90 في المئة للإسبان في مقابل 10 بالمئة لـ"الأخضر"، قال: "إسبانيا تحقّق النسبة ذاتها أمام منتخبات أوروبية كبيرة، وليس فقط أمام السعودية. هذه التقنية تسير في دماء لاعبي الكرة الإسبانية".
ووصف ريكارد اليابان بالقوّة الكروية العالمية، قائلاً: "اليابان كانت في السابق تتلقّى الخسائر من الكثير من الدول، والسعودية كانت تتفوّق عليها وتفوز بنتائج مختلفة وبفارق أهداف عدّة، لكنهم درسوا الوضع ووضعوا مخطّطاً وساروا عليه، واعتمد مخطّطهم على إرسال لاعبين إلى خارج اليابان لممارسة اللعبة هناك، واستدعاء أجهزة فنية إلى اليابان وأمور أخرى عدّة ضمن مخطّط حقّق لهم النجاح، فاليابان اليوم قوّة كروية عالمية. السعودية تملك من الإمكانات ما يؤهّلها لتتفوق على اليابان، لكن المسألة تحتاج إلى التخطيط والصبر".
يُذكر أنّ السعودية هي الدولة العربية الوحيدة التي تأهّلت أربع مرّات متتالية الى نهائيات كأس العالم بين 1994 و2006، لكنها عجزت عن التأهّل لنهائيات 2010 و2014.