رمضان ومرضى داء السكري..
نصائح وارشادات طبية عامة
الصوم هو ركن من اركان الاسلام وهو من اعظم النعم التي من الله بها على عباده المؤمنين وأولياءه الصالحين وعلى جميع المسلمين.. فأعدى اعداء الانسان هو الشيطان بوسوسته وكيده والنفس الامارة بالسوء بسلطان الشهوات المذلة المهلكة.. وفي صوم رمضان دفع لكيد الشيطان عن الناس وقمع للشهوات واصلاح للنفس وفي هذا وذاك نعمة ظاهرة عظيمة من المولى المنعم الكريم سبحانه (وفي هذا المقام ننصح بقراءة كتاب الصوم في مختصر منهاج القاصدين للمقدسي(*) أو المستخلص لسعيد حوى أو موعظة المؤمنين من إحياء علوم الدين لكمال الدين القاسمي) .
وداء السكري هو مرض مزمن سببه نقص افراز هرمون الانسولين من البنكرياس او عدم استطاعة الجسم استخدام الانسولين المنتج بكفاءة، وذلك حسب تعريف منظمة الصحة العالمية لداء السكري في موقعها الرسمي على الانترنت
(
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]وتؤكد احصاءات المنظمة حسب الموقع المذكور وجود اكثر من 220 مليون شخص مصاب بهذا المرض في العالم.
وينقسم المرض الى نوعين: داء السكري نوع 1 وهو السكري المعتمد على ابر الانسولين يوميا كعلاج وداء السكري نوع 2 ويشكل حوالي نسبة 90% من مرضى السكري في العالم وسببه عدم قدرة الجسم على استخدام الانسولين المنتج بكفاءة وسبب ذلك الى حد كبير الوزن الزائد وقلة النشاط الفيزيائي للجسم. (المصدر السابق)
ويسأل العديد من هؤلاء المرضى حول الصيام في رمضان، وطريقة اخذ العلاج اثناء الصوم، ووقت قياس ومتابعة نسبة السكر في الدم، وغيرها كثير من الاسئلة المتعلقة بهذا الموضوع الذي يهم صحة هؤلاء المرضى.
ونذكر هنا وصايا وارشادات طبية عامة تخص مرضى داء السكري في رمضان مصدرها الرئيسي مقالة طبية منشورة في المجلة الطبية السويدية:
(Lakartidningen NR 29_30/2011, Fasta under Ramadan mojligt for en del diabetiker men inte alla, Targ Elgzyri och Andrs Frid)
إضافة الى الخبرات والتجارب الطبية الشخصية لكاتب هذه المقالة راجين الفائدة العامة والله الموفق.
ننصح في البدء مراجعة الطبيب المختص قبل رمضان لوضع خطة علاج ومتابعة واضحة اثناء الشهر الكريم ومتابعة نسبة السكر في الدم في الايام الاولى مرتان يوميا على الاقل مرة اثناء النهار ومرة في الليل بين وقتي السحور والفطور وتنظيم العلاج بعدها على اساس هذا القياس.
من خلال التجارب الخاصة والعامة فان كثيرا من مرضى السكري يلحظون تحسنا كبيرا في نسبة السكر في الدم وفي الصحة العامة للجسم اثناء شهر رمضان المبارك بفضل الصيام وببركة رمضان.
ننصح جميع مرضى السكري بتأخير السحور قدر الامكان وكما جاء في الوصايا النبوية المباركة صلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم، وشرب الماء الكثير أثناء وقت الافطار لتجنب الجفاف في النهار وتجنب الاجهاد الجسمي الزائد اثناء النهار.
مرضى السكري نوع 2 والذين يتعالجون بحبوب السلفونيليوريا طويل الامد ننصحهم باخذ حبة واحدة في اليوم وتأخذ في وقت الفطور، واذا كان المريض يأخذ حبتان ننصحه بأخذها حبة في الفطور وحبة في السحور واذا لاحظ المريض اعراض التعب وهبوط السكر اثناء النهار وآخره يستطيع تجربة أخذ نصف حبة وقت السحور بدلا من حبة كاملة. واذا كان المريض ياخذ حبوب المتفورمين (كلوكوفاج) فيستطيع اخذ حبتان في اليوم حبة عند الفطور وحبة عند السحور.
مريض السكري الذي يأخذ انسولين طويل الامد جرعة واحدة في اليوم ننصحه باخذها عند الفطور واذا كان يتعالج بالانسولين متوسط الامد جرعتان يوميا ننصحه باخذ ثلاثة ارباع مجموع الجرعة اليومية وقت الفطور والربع الباقي وقت السحور.
مرضى السكري نوع 1 والذين ياخذون الانسولين سريع المفعول ثلاث مرات في اليوم اضافة الى الجرعة الاساسية من الانسولين متوسط-طويل الامد ننصحهم باخذ معظم الجرعة المطلوبة يوميا من الانسولين سريع المفعول في وقت الفطور والباقي يأخذ وقت السحور بنسبة 70/30 كمثال. أما الانسولين متوسط-طويل المفعول فيمكن أخذه في وقت السحور أو في منتصف الليل أو حتى في وقت الفطور، وإذا كان المريض يعالج بجرعتان من هذا الانسولين فننصح بأخذها في وقتي الفطور والسحور.
يرجى الانتباه لوجود خطورة التعرض لنقص نسبة السكر في الدم في اخر النهار قبيل الافطار وننصح في هذه الحالة القياس الذاتي لنسبة السكر في الدم والافطار الفوري اذا كانت هذه النسبة اقل من 3,5 ماليمول/لتر كونها حالة خطرة مهددة لحياة الانسان والله اعلم.
المرضى الذين يتعذر عليهم الصوم في رمضان بعد التشاور مع الطبيب المختص المسلم الثقة ومفتي شرعي مسلم مؤمن وثقة: مريض داء السكر نوع 1 والذي يتعالج بالانسولين متعدد الجرعات او بمنفاخ الانسولين ويصعب السيطرة على نسبة السكر في الدم المقبولة طبيا اثناء الصوم، المرضى المصابين بداء السكر حديثا ولم يستقر العلاج بعد ولم تستقر نسبة السكر في الدم عندهم لحد الان، مرضى السكري الخطير ذو المضاعفات الخطيرة والمتكررة كنوبات انخفاظ السكر ونوبات ارتفاع السكر الحاد والوخيم المصاحب لحموضة الدم وفقدان الوعي السكري، مرضى السكري المصابين بالتهابات حادة كذات الرئة مثلا ومرضى السكري الحوامل من النساء.. فهؤلاء قد يعذرون طبيا وشرعيا بعد استشارة المذكورين آنفا ويتم القضاء والكفارة الشرعية حسب ما يقرره الشرع العالي المقام الحنيف الذي يؤخذ من العلماء الربانيين المختصين العدول الثقات الذين يؤمنون بالله وباليوم الاخر والله اعلم.
نعود ونذكر بان الذي قلناه هي نصائح عامة ولكل مريض مبتلى خصوصيته ويعتمد ذلك بصورة كبيرة على حركته و نشاطه وعاداته الغذائية وننصح مجددا بمراجعة الطبيب الاختصاص الثقة لمزيد من التفاصيل والنصائح والارشادات..
مع امنياتنا ودعائنا للجميع بالصحة والسلامة وبالقبول للطاعات وبالمغفرة والجنة.. ولا تنسونا بصالح دعائكم.