عصي الدمع
ياعصي الدمعِ إنَ الدمعَ
في مقلتيك يختصمُ
ياقصي النأي إن النأي
بالفراق لنا يحتكمُ
إن جَد وجْدٌ بالوجُود
تجِدْ جيْد جِيادٍ تلتحمُ
وإن ثارت نار الهيام
تراها بِليلك تضطرمُ
أهُنْت بعد عزٍ مُكرمٍ
فصِرت كماالرعد تنْهزِمُ
أم مَسك طائِفُ جِنٍ
فبت ليلتك تحْتَلِمُ
تسرق نُفُلَ الكلمِ تُبعثره
عَلك تُشْفي بِهِ سَقَمُ
مالي أراك وحَظُك واقِفُ
تُنَاديهِ كَأن بِه صَمَمُ
كأنما الدُنْيا تَثْأر مِني
فترسل الأيام تَنْتَقِمُ
كم ليلة بت على أحلامٍ
طَوَتْ مِنْ لحْمِك تلتَهمُ
وسَعَيْت في مَنَاكِبِهْا يومَا
تَرُوح ويوْمَا تَنْصَرِمُ
فياعَزيزَ النْفس إِن النَفْس
دوما بِالسوءِ تَلتزمُ
فعف بِنَفْسِك عَنْ دَنَاياهْا
فبالعفة تبلغُ الأرَمُ
ودَع نوائِب الدَهْر لمجراها
أَلمِسارِها أنْت تَرْتَسمُ
وطبْ نَفْسا قانع بِعيْشٍ
فالرِضَىْ طِيْب ومُغتَنمُ
وأعلم بأنك غدا راحِل
وبالتَرْحَال أعمَالُك تُخْتَتَمُ
فَدع خَلفَك طيْب ذِكرٍ
بعدَه النَاس لِذِكْرك تَحْتَرِمُ