بدء تنفيذ القطار السريع بين مكة والمدينة وترسية الجسر البري قريباً
وزير المالية يوقع عقد تنفيذ المرحلة الأولى
تغطية: أحمد الشمالي، تصوير: بندر بخش
أكد معالي وزير المالية رئيس مجلس إدارة صندوق الاستثمارات العامة الدكتور إبراهيم بن عبدالعزيز العساف أن مشروع قطار الحرمين السريع الذي يربط بين مكة المكرمة والمدينة المنورة مروراً بمحافظة جدة يحظى باهتمام ومتابعة من خادم الحرمين الشريفين وذلك لما يمثله من خدمة للمسلمين حجاجاً ومعتمرين وزوارا للمشاعر المقدسة اضافة إلى مساهمته في إيجاد نقلة نوعية في وسائل النقل في المملكة.
وأوضح معاليه عقب توقيع عقد تنفيذ الأعمال المدنية من مشروع قطار الحرمين السريع يوم أمس مع ائتلاف الراجحي وبحضور معالي وزير النقل رئيس مجلس إدارة المؤسسة العامة للخطوط الحديدية ان مشروع قطار التعدين ومشروع الجسر البري يحظى بمتابعة من ولاة الأمر وسيتم استكمال إجراءات تنفيذها في الفترة القادمة.
وكان معالي الدكتور إبراهيم العساف، وزير المالية رئيس مجلس إدارة صندوق الاستثمارات العامة وقع صباح أمس عقداً مع ائتلاف الراجحي لتنفيذ الأعمال المدنية لمشروع قطار الحرمين السريع بقيمة (6.785.831.152) ريالاً.
وصرح معاليه عقب حفل التوقيع بأن هذا التعاقد لتنفيذ المشروع يأتي تنفيذاً لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - لإنشاء خطوط حديدية سريعة ومجهزة بأنظمة إشارات واتصالات حديثة لتوفير خدمة نقل مريحة بأحدث التقنيات التي تجمع بين الضرورة والترفيه والمتعة وبسرعة (320) كيلومتراً في الساعة.
من جانبه قال معالي وزير النقل الدكتور جبارة الصريصري في كلمته في حفل التوقيع ان المشروع يعد من أهم مشاريع النقل في المملكة العربية السعودية، ويمثل أحد العناصر المهمة في برنامج توسعة شبكة الخطوط الحديدية والذي حظي بالموافقة السامية لخادم الحرمين الشريفين لتنفيذه بتمويل حكومي من قبل الصناديق المتخصصة..
وأشار معاليه إلى مسيرة التنمية الشاملة التي تشهدها المملكة والنجاحات التي حققها قطاع النقل والمواصلات، مؤكداً على دور التخطيط للمشاريع في تحقيقها، اضافة إلى الدعم اللامحدود من حكومة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين للمشاريع التنموية في مختلف القطاعات.
وأضاف معالي الوزير أن من بين القطاعات التي حظيت بدعم خادم الحرمين الشريفين حفظه الله قطاع النقل، إذ استطاع هذا القطاع بفضل اهتمامه ورعايته أن يحقق الكثير من الانجازات على صعيد النقل البري والجوي والبحري، وتعد هذه الانجازات أساسية لنمو ونجاح القطاعات الأخرى وفي مقدمتها القطاع الاقتصادي.
ونوه معاليه بما شهدته شبكة الخطوط الحديدية خلال المرحلة الحالية من تطور نوعي على مستوى التوسعة والتخصيص، وبجهود المؤسسة العامة للخطوط الحديدية مع جميع مراحل العمل خلال الفترة الماضية، مشيراً الى عزم المؤسسة الاستمرار في مشاريع التوسعة التي تشمل الجسر البري والذي يربط شرق المملكة بغربها.
من جهته قال معالي الرئيس العام للمؤسسة العامة للخطوط الحديدية عبدالعزيز بن محمد الحقيل، إن الدعم الحكومي من خلال الصناديق المتخصصة سهل كثيراً الوصول الى توقيع هذا العقد اذ اصدر خادم الحرمين الشريفين موافقته السامية على مسار مشروع قطاع الحرمين وتمويل تنفيذ المشروع عن طريق الصناديق المتخصصة، اضافة الى الموافقة على تأسيس هيئة تنظيمية تشرف على قطاع النقل بالخطوط الحديدية.
وبين معاليه أن العقد يتضمن تنفيذ أولى مراحل مشروع قطاع الحرمين السريع الذي يمثل نقلة نوعية في خدمات النقل البري على مستوى المملكة، ويتضمن انشاء خط حديدي مكهرب بطول 450 كم، يتميز بالسرعة العالية التي تتجاوز 300 كم، في الساعة، ما يعني اختصار زمن الرحلة بين جدة ومكة المكرمة الى نصف ساعة فقط، فيما لن يتجاوز زمن الرحلة بين جدة والمدينة المنورة ساعتين. كما يتميز المشروع بنظام إشارات واتصالات حديثة.
وأضاف الحقيل أن المرحلة الأولى للمشروع تشمل تصميم وتنفيذ أعمال البنى الأساسية وهي تشمل جزءين الأول للأعمال المدنية للخط والثاني للمحطات، أما المرحلة الثانية فتتضمن تنفيذ أعمال الخط الحديدي ونظام كهرباء الخط ونظام الاتصالات ونظام الإشارات اضافة الى توريد وتشغيل أسطول النقل والصيانة، ومن المتوقع أن ينتهي العمل من المرحلة الأولى في شهر ابريل 2012م، اما المرحلة الثانية التي تنتهي في شهر مايو 2012م، فسينطلق معها التشغيل التجريبي لمدة ستة اشهر، وتتوقع المؤسسة أن يبدأ التشغيل الرسمي في نوفمبر 2012م إن شاء الله.
وقال معاليه إن المشروع سيوفر عند اكتماله وسيلة نقل غير مسبوقة في الشرق الأوسط وخدمة سريعة وآمنة لنقل الحجاج والمعتمرين والمسافرين المحليين، كما سيشكل اضافة مميزة لمشاريع التطوير التي تشهدها المشاعر المقدسة، ويضع المملكة في مصاف الدول التي تقدم خدمة النقل بقطارات الركاب السريعة.
وعقب حفل التوقيع أوضح معالي وزير النقل رئيس مجلس ادارة المؤسسة العامة للخطوط الحديدية الدكتورة جبارة بن عيد الصريصري ان السعة الاستيعابية للقطار تعتمد على عدد القاطرات وستقدم في المرحلة الثانية دراسة زيادة عدد القاطرات بناء على عدد المسافرين وبناء على الحاجة لذلك.
وبين معالي الوزير الصريصري ان تنفيذ مشروع الحرمين السريع تم بناء على دراسة لكافة التجارب الدولية التي تتوفر لديها وسائل النقل بقطارات سريعة في دول أوروبا وأمريكا واليابان وكوريا وتمت دراسة كافة الجوانب التي من شأنها أن تسهم في إنجاح التجربة السعودية في هذا المشروع.
ورداً على سؤال ل«الرياض» حول امكانية ربط المملكة بدول الخليج بشبكة قطارات سريعة أجاب معالي الوزير الصريصري ان هناك مشروعاً لربط دول مجلس التعاون الخليجي بشبكة من القطارات تتم دراسته حالياً في أمانة المجلس من النواحي الفنية وستتم استكمال الاجراءات عندما تنتهي اللجان المختصة من دراستها لهذا المشروع.