مشاهد على درب الهوى
(1)
حدّثتني لوزةُ الأشجارِ قالتْ:
حينَ مالتْ أيكةٌ فوق البُساطِ
واستكانتْ غيمةٌ بعد انبساطِ
لَمّني دمعُ الحبيبِ
زهرةً جنبَ الصُّراطِ
حزنُها المفتون نُبلاً بالوجيبِ
قد أثارَ القلبَ ضرباً بالسّياطِ
(2)
دمعةٌ للدمعِ خانتْ
حينَ حنّتْ فوق خدٍّ من حنينِ
فوق وشمِ الخدِّ غنّتْ
للصبايا والنّخيلِ
ثمّ طافتْ بالتياعٍ للشفاهِ
فالتقاها
موجُ عشقٍ باتَ صيفاً
بين وجدٍ للمُحالِ
واندلاعِ الخمرِ بحراً في العناقِ
سائلاً عن دمعةٍ كانتْ سبيلا
من خيالي
فاستحالتْ فوق أوراقِ القوافي
بيتَ شعرٍ من جمالِ
(3)
بشّرتني باللقاءِ
ثمّ غابتْ
كانطفاءِ العينِ من برقِ السّماءِ
وانحدارِ العمرِ بكراً فوق أخدودِ الليالي
واحتراقِ الدمعِ شمعاً بين طيّاتِ الجفونِ
والْتحفتُ الوجدَ مكسوراً كأنّي
من شظايا
للمرايا
صرتُ رملاً
أو بقايا
من غرامٍ
جاءَ قبلَ الفجرِ ساعهْ
ثمّ راحَ كالشّعاعِ
أيُّها المحفورُ قلباً جنبَ قلبي
مَسّني ضعفي حنينا
فانتهيتُ
فوق إنشادِ المُغنّي قطعةً من ثلجِ ذابتْ
حين حنّتْ للهيامِ
د. السيد عبد الله سالم
المنوفية – مصر