إن المثل العربي القائل " رب ضارة نافعة " لم يأت من عدم و مدلوله نراه في حياتنا. فكم من شخص
تأخر عن رحلة في القطار أو السيارة فغضب و ثارت ثائرته و لم تمض دقائق حتى يسمع أن لسيارة قد
وقع لها حادث و انقلبت و توفي من فيها. و كم من شخص ضاعت منه فرصة عمل ثم اتضح أن الذي
حصل على المنصب قد وقع ضحية لمختلس أو تصفية أو لفقت له تهمة بسبب ذلك المنصب. و كم منا
من تمنى أو تمنت الزواج منشخص أعجبه لكن القدر حال دون ذلك ليكتشف في ما بعد أن ذلك الذي
ظنه ملائكة قد بدت أنيابه في بيته الجديد.
فنقول دائما بعد أن ندرك أن الخطأ و الفشل قد أكسبنا حياة جديدة " رب ضارة نافعة ". لكن في المقابل ألا يصلح المثل النقيض
" رب نافعة ضارة "
ألسنا اليوم نعاني من مخاطر الانترنت علينا و على أولادنا برغم كونها نافعة جدا ؟ . ألم نعد محرجين
من تغيير القنوات في حضور من نحترمهم كالوالدين بسبب الخوف من الوقوع في ***** أو كليب
ماجن أو سقطة من فيلم برغم أن ايجابيات القنوات الفضائية كبيرة و لا أحد ينكرها فقد صرنا نعلم ما
يحدث في القاصي و الداني من الارض لحظة حدوثه . و صرنا نعرف الكثير من الحيوانات و الحشرات
و الكائنات الدقيقة التي ما كنا سنراها يوما في حياتنا ؟
ألم يصر تسرب الغاز يودي بأرواح عائلات نائمة برغم الفائدة العظمى للغاز و تسهيلها لحياتنا ؟ . ألم
تصر السيارات التي تسهل تنقلنا سببا في عجزنا عن الحركة للأبد ؟ .
ألم يعد تحرر المرأة التي أعاد لها حقها كأخيها الرجل و فسح لها المجال لتخرج و تعمل و تفعل ما
يفعله الرجل هو السبب في تشتت الاسرة و خصوصا الاولاد بعد أن كانت الام ترضعهم الحليب و الحنان
و التربية من يوم الميلاد إلى سن الزواج ؟
ألم تصبح حرية التعبير و الكلام بابا واسعا لنشر البذاءة و الكلام الماجن بحجة حرية التعبير ؟
الباب مفتوح لكل معقب و مناقش . للرأي و الرأي الآخر