يعاني المصابون بمرض الصداع النصفي ( الشقيقة ) ، من انزعاج شديد لدى تعرضهم للضوء أثناء نوبة الصداع الشديدة والتي قد تستمر إلى ساعات أو بضعة أيام، وتسمى هذه الحالة ، أي الشعور بأن الضوء يضاعف من وطأة نوبة الصداع لدى مرضى الشقيقة، برهاب الضوء، فما هو سبب ذلك؟ وما رأي العلماء في هذه المشكلة الطبية؟
يقول الباحثون في هذا المجال، أن السبب قد يكون له علاقة بين الشعور بالألم والعصب المثلث المسؤول عن الإحساس في الوجه، لكن فريق من الباحثين من جامعة هارفرد بحثوا عن الأسباب المحتملة للعلاقة بين التعرض للضوء وزيادة الشعور بالألم لدى مرضى الشقيقة، حيث تبين لهم أن خلايا دماغية حساسة بصورة غير عادية، تشبه تلك الموجودة لدى مرضى الصرع، إضافةً إلى خلل في منطقة الدماغ المسؤولة عن تنظيم الألم. وتكون النوبات في الغالب مصحوبة بالحساسية إزاء الضوء.
وحسب إحصائيات الأمم المتحدة فإن نحو 10 بالمائة من سكان العالم يعانون من مرض الشقيقة، وان نوبات الألم قد تستمر بين 4 ساعات وثلاثة أيام، وهي تبدأ بألم في الرأس وارتجاف في احد جوانب الرأس ثم تزداد نوبة الألم لديهم ويعقب ذلك غثيان واضطراب في البصر والرؤية، وقد أفاد 90 بالمائة من مرضى الشقيقة بان الضوء يتسبب في زيادة شعورهم بالألم.
وللتعرف بدقة على طبيعة العلاقة بين مرض الصداع النصفي والتعرض للضوء، أجرى أخصائي الأعصاب في كلية هارفرد الطبية الطبيب بورستين بحثا شمل فحص دقيق للعين لدى مرضى الشقيقة من المكفوفين ولدى المصابين بالعمى الجزئي، وقد خلص إلى نتيجة مفادها أن الخلايا الحسية في الشبكية المسؤولة عن الإبصار المكون للصور كانت على الأرجح مرتبطة بالصداع النصفي لدى المبصرين، وبالتالي خلص الباحثون إلى قناعة بأن خلايا الكتلة العصبية في الشبكية التي تحتوي على خضاب الإحساس بالضوء هي المسؤولة عن الشعور بالألم.
هذه النتائج يعلق عليها الباحثون آملا كبيرة في تطوير أنواع جديدة من العقاقير الطبية لمرضى الصداع النصفي، بحيث تقلل من حدة نوبة الصداع وأيضا تجعلهم لا يهربون من الضوء، بل يستمرون في أداء أعمالهم اليومية بشكل طبيعي.
م / ن