العيدية.. عادة اجتماعية متوارثة وهي جزء من فرحة العيد خصوصاً عند الأطفال، حيث ينتظر الأطفال قدوم العيد بفارغ الصبر، وهي من أهم مظاهر الاحتفال بالعيد، فهي عادة جميلة تحمل معاني الود والحب والتكافل الاجتماعي والحرص على إسعاد الآخرين.
والعيدية كلمة عربية نسبة إلى العيد، وهي تحمل معنى العطف والعطاء، ويُعتقد أن عادة العيدية ترجع إلى عصر المماليك، حيث كان السلطان المملوكي يصرف راتباً مناسباً في العيد للجنود وغيرهم ممن يعملون معه.
وفي العصر العثماني أخذت العيدية أشكالاً متعددة منها النقود والهدايا، واستمر توارث هذه العادة حتى أيامنا هذه.
تقول الباحثة الاجتماعية رندة روحي: ان العيدية تسهم في زيادة الفرح والسرور لدى الشخص سواء الصغير أم الكبير، فالأطفال ينتظرون العيدية منذ الصباح حيث يبدأ الأب بتقديم العيدية لأبنائه والجد لأحفاده، وكذلك الأعمام والأخوال الذين يسكنون في أماكن متقاربة ومنذ صباح يوم العيد.
وتستذكر روحي كيف اعتاد بعض الأطفال على زيارة الجيران منذ صباح يوم العيد لأخذ العيدية، مشيرة الى ان هذه العادة بدأت بالتلاشي نظرا للظروف الاقتصادية وطبيعة العلاقات الاجتماعية الضعيفة بين الجيران.
وتزيد « كان الأطفال يشاركون الكبار في الزيارات طمعا في كسب مزيد من العيديات، وكذلك فهم يجتمعون للسلام على كل من يأتي للبيت ليقدم التهنئة لذويهم.
بل إنهم يتباهون فيما بينهم مَنْ جمع عيدية أكبر من غيره».
وايدت روحي قيام الزوج بتأدية واجبه نحو اطفاله وزوجته بان يخصهم بعيدية مميزة، كذلك حثت ابناء المجتمع الواحد بضرورة التزاور في العيد، وتبادل هدايا رمزية وليس بالضرورة الاسراف في الامر، اذ ان المعنى الحقيقي والرسالة الانسانية في تبادل العيدية اجلّ واسمى من الهدايا الثقيلة التي قد تشكل عبئا يحول دون تزاور الناس واجتماعهم معا.
من جانبه اوضح مدير جمعية العفاف الخيرية ان العيدية ليست مقتصرة على الأطفال بل تشمل الأخوات وبنات الأخ وبنات الأخت والعمات والخالات والأجداد عند بعض الأسر، وهي تقدم لهم على شكل نقود أو هدية، موضحا انه مهما كانت قيمتها فإن لها أثرا كبيرا في النفس. وهمس مدير جمعية العفاف في اذن الاسر انه وفي ظل الظروف الاقتصادية الصعبة ربما تشكل العيدية عبئا على الكثير من الأسر، وهنا لا بد أن توازن الأسرة بين حرصها على إدخال الفرح والسرور على قلوب الآخرين، وخصوصا الأطفال، وبين قدراتها المادية المتاحة، مع عدم إغفال الجانب المعنوي الذي يترك أثرا كبيرا في النفس، وهو تبادل مشاعر الحب والفرح والدعاء للآخرين.
واضاف انه من واجب الأهل تدريب الأبناء على الاستفادة من العيدية وجمعها لشراء بعض الحاجيات النافعة والضرورية لهم، لا أن تكون سبباَ وموسماً للبذخ والمصروف غير المبرر وشراء ما لا ينفع، أو استخدامها لشراء الألعاب النارية والمفرقعات التي ربما تؤدي إلى الضرر، وأن يتحول العيد – لا قدر الله- من مناسبة فرح إلى مناسبة حزينة. وأكد انه من الواجب تذكر أبناء الفقراء والمحتاجين والأيتام لتقديم العيدية لهم لجعلهم يفرحون كما يفرح الآخرين.
ولفت سرحان الى ان حرص الإسلام على إخراج صدقة الفطر قبل شروق يوم عيد الفطر هي إحدى وسائل إدخال الفرح والسرور على قلوب الفقراء، لأن من حق الجميع أن يفرح بالعيد. وختم سرحان بان الفرح يكون بأداء العبادة والطاعة، والعيد يوم للتكافل الاجتماعي ومظهر من مظاهر الوحدة الإسلامية.
التاريخ : 14-08-2012